وصية هابيل

"وصية هابيل"، عن دار رياض نجيب الريس في بيروت، هو العمل السردي الأول في قائمة كتب داغر. وينطلق من الواقعة التالية: يتعقب أحد الصحفيين قريباً أو أخاً لمؤلف اسمه شربل داغر، بغرض التثبت من صراع دامٍ طاولهما في فترة سابقة من حياتهما...

ووردت النبذة التالية من الرواية على صفحة الغلاف الأخيرة:

"لكَ أن تتأكد من ارتجاف الخطوة قبل ثباتها، ومن اللوعة في العينين قبل تسليمهما بالوجهة الغاشمة.

لكَ أن تسأل عن الدموع التي غارت في مآقيه، وعن النشيج الذي تبدد في سعاله.

لكَ أن تسأل عن المحبة التي يحملها لأخيه، فلا يرد له طلباً، ولو كان الصعودَ الأليم صوب المذبحة.

لكَ أن تسأل عن ساعات اللهو المشتركة بينهما، عن الدفء الهانئ قرب الموقد، عن النية الطيبة التي نَمَتْ بسرعة أكبر من الأشجار التي زرعاها سوياً، أو هذا بالنيابة عن ذاك، أو عن الأكاذيب البريئة التي تدبرها هذا لذاك، أو عن قاين يتكلم بلسان هابيل، أو عن هابيل يتكلم بلسان قاين، أو عنهما معاً يختفيان بالتواطوء عينه الذي لهما حين يعملان بالتصميم عينه مثل ساعدين لجسم واحد.

لكَ أن تسأل، بعد هذا وغيره الكثير: كيف مشى هابيل خطواته الأخيرة؟ كيف له - وإن شَكَّ في سلوك أخيه أكثر من مرة - أن لا ينقاد إليه بطمأنينة الأخ لأخيه فوق مخدة نومهما الواحدة؟

لهذا لم يُقتل هابيل، بل أغمض عينيه قبل أن يغفو".