هذا ما يمكن أن تطلع عليه إن طلبتَ البحث عن مواد صحفية تخصني في المشغل الإلكتروني "غوغل": "تعرضَ الشاب شربل داغر إلى عملية خطف واعتداء وسرقة على طريق (...). وفي تفاصيل الحادثة أن شربل داغر، وبعد انتهاء دوام عمله (...)، استقلّ قرابة الساعة العاشرة والنصف من ليل الخميس سيارة أجرة قرب مبنى (...)، طالبا من سائق السيارة أن يوصله إلى ساحة (...)، في حين ان امرأة كانت تجلس قرب السائق، وشاب يجلس في المقاعد الخلفية. وبعد المرور على إشارة الجامعة (...)، توجهت السيارة يميناً (...). عندها، طلب داغر من السائق تبرير تغيير مساره عن الطريق العام (...)، فقال له السائق إنه ينوي أن يوصل الشاب الآخر معه إلى منطقة (...). فطالب داغر السائق بالتوقف ليأخذ سيارة أجرة أخرى، فما كان من الشاب الجالس بقربه إلا أن ضربه على رأسه بمسدس كان بحوزته، فيما قامت المرأة برفع مسدس آخر بوجهه مهددة، وطالبه الخاطفون بإعطائهم محفظة نقوده. وبعدما أخذ الخاطفون محفظة النقود، انهالوا على شربل بالضرب والشتائم، ورموه على إحدى الطرق الفرعية الداخلية (...) مكملين طريقهم".
هكذا، إذاً، يتم خطفي من دون علمي! وهو ما علمتُ به بعد ساعات على عملية الاختطاف، إذ اتصل بي أكثر من شخص ليتحققوا من حقيقة الخبر. هذا الخبر ورد في أحد كتبي الشعرية الأخيرة، "ترانزيت"، إذ أن أعداداً من المتكلمين فيه جرى إيقافهم في مطار، في قاعة انتظار. ولو طلب هؤلاء الاستقصاء في الخبر لوجدوا أن كتباً شعرية عديدة، منذ كتابي الشعري الأول "فتات البياض"، تتحدث عن: شربل، أو عن: ش. د.، وغيرها من التسميات. هذا ما قمت به طالباً نقد الاسم العلم، لا الاحتفاء به، عامداً إلى جعل الاسم موضوعاً شعرياً، في نوع من التبعيد بيني وبينه. وهو ما عملت عليه منذ سنوات بعيدة، فما كنت أتخيل أن هذه اللعبة ستستدرجني إليها، فلا أقوى على الفكاك منها.
هكذا أتحقق في صباح كل يوم، بالعودة إلى "غوغل"، من أن خبر قريني (أو بديلي، أو حامل الاسم المشابه لاسمي) يتصدر المواد الأولى التي تخصني... وهذا بعد انقضاء أكثر من شهرين على حصول حادثة الاعتداء.
هذا ما أصابني قبل ذلك، منذ سنوات، مع الزميل غسان شربل، رئيس تحرير جريدة "الحياة"، حيث أورد أكثر من موقع إلكتروني استلامي – بدلاً منه – رئاسة التحرير، فضلاً عن نسبة مقابلات صحفية يجريها إلي، وهي مع رجال سياسة معروفين، ما لم أفعله في حياتي الصحفية أبداً. أيتوجب علي بالتالي أن أنشر تكذيباً، أو أن أورد اسمي العائلي بالكامل لفك الالتباس بيني وبين غيري؟
هذا ما لم أفعله حتى في مجال الرد على أخبار أو تحاليل تخص كتبي، فكيف في فض اشتباك بين الخيالي والواقعي، طالما عولتُ عليه وجعلته مادة اغتذاء لكتابتي. إلا أنني ما كنت لأتخيل أن ينصب لي الواقع نفسه (ووسائل الإعلام معه) فخاخاً... ولكن من دون يصيب رأسي غير اهتزازت القراءة والدهشة حتى تاريخه، فيما تصيب شبهي في الاسم – الحمد لله على سلامتك -، في الواقع كما فوق الصفحة الإلكترونية، أوجاع وجراح فعلية.
(خريف 2012)