"العين واللوحة : المحترفات العربية"
المركز الثقافي العربي، بيروت-الدار البيضاء، 2006، 304 صفحة، 30 صورة ملونة وصورتان بالأسود والأبيض، وصورة الغلاف للفنان المغربي محمد المليحي.
ورد في الصفحة الأخيرة من الغلاف التعريف: "يجمع هذا الكتاب بين نوع فني يعينه: اللوحة المسندية، وبين أمكنة إنتاج محددة: المحترفات العربية، في مسعى يربط بين الدرس التاريخي والتحليل الفني. وهذا الدرس ينطلق من النطاق العثماني، ثم النطاق الاستعماري، بلوغاً إلى عهود "الاستقلالات" العربية، متوقفاً عند السيرورات التي قضت بقبول "ثقافة الصورة"، بإنتاجاتها المختلفة، في أمكنة اجتماعية بعينها، قبل انتشارها في العلانية، ووفق وتائر متباينة. يستعرض الكتاب، إذن، دورة "توطن" هذه اللوحة، بل هذه الثقافة الفنية، بتقنياتها ووسائل ذيوعها واقتنائها وحفظها والنقاش حولها. وهو "توطن" تعين تاريخياً وفنياً خارج الفنون المحلية والمتوارثة، وفي أوساط مهنية أخرى، ما جعل البداية أشبه بالقطيعة...
ولقد توقفنا عند علامات اللوحة، في بنائها الفني، في سياق تجاربها وأساليبها و"جماعاتها" وتمايز فنانيها. ذلك أن السؤال عن البناء الفني هو أشبه بالسؤال عن تاريخ مختصر ومكثف لدورة التاريخ نفسها. ويكمل السؤال البحثي دورته بمعاينة "مصير" هذه اللوحة التي باتت تهددها وتعلن "موتها"، تجارب فنية عربية حالية.
لقد اقتضى تأليف الكتاب عملاً بحثياً متمادياً عبر سنوات وسنوات، في غير موقع ومع أكثر من جهة، بين مدن إيطالية وتركية وعربية، فضلاً عن لقاءات عديدة مع فنانين عرب، وعن الاطلاع على أوسع المصادر بغير لغة والوقوف عند مقتنيات غير متحف، ما ساهم في التوثيق المزيد والمدقق للفن العربي.