ليل الاسم
شربل داغر ضاهر دوميط انطانيوس (...) انطانيوس (...) داغر
من مواليد وطى حوب (قضاء البترون، شمال لبنان)، في 5 آذار-مارس 1950، حسب القيود (فيما تحدثت والدته عن ميلاده في مطالع الصيف).
نزلت عائلته، في نهاية أربعينات القرن العشرين، من وطى حوب، قرية الأجداد في المرتفعات الجبلية، إلى مدن الساحل (جبيل، تحوم...) وصولاً إلى بيروت في مطالع الخمسينات، حيث استقرت في "محلة مار مخايل"، ثم في "شارع خليل البدوي"، على ضفة نهر بيروت، فيما كانت تنتقل صيفاً إلى البيت العائلي في القرية.
شربل هو الابن العاشر وما قبل الأخير لداغر ضاهر داغر وسعيدة منصور حنا مطر، المتحدرين من القرية عينها. توزعت سنوات الطفولة في بيروت، والفتوة في مدرسة داخلية في جونيه ثم في جبيل، والمراهقة في البرامية (شرق صيدا)، تبعاً لتغيرات مراحله الدراسية، من الابتدائية إلى الثانوية.
نجح في امتحان الدخول إلى "كلية التربية" (شعبة اللغة العربية وآدابها) في الجامعة اللبنانية، ودرس فيها بين العام 1970-1971 والعام 1975-1976 (إذ تأخر تخرجه بسبب اندلاع الحرب)؛ وحصَّل فيها شهادتين: إجازة وكفاءة في اللغة العربية وآدابها. كما درس، إلى جانبها، طوال سنتين، في كلية الحقوق، في الجامعة عينها.
اضطر إلى الرحيل عن لبنان في أيلول-سبتمبر 1976، إثر مضايقات سياسية، والتحق في باريس بجامعة السوربون الجديدة-باريس الثالثة، وحصَّل فيها: دبلوم الدراسات المعمقة (1977)، والدكتوراه (1982)، وكانت بعنوان: "الشكل-المضمون في القصيدة العربية الحديثة"، قبل أن يحصل لاحقاً الدكتوراه الثانية (1996)، وكانت بعنوان: "الجمالية في العربية".
لجهة دراسته، يعترف داغر في إحدى مقابلاته بأن له حياتين دراسيتين: واحدة "خفيفة" في لبنان، وثانية في باريس حيث وقف مرة ثانية في صف الدراسة، "كمن يتعلم حروف الأبجدية من جديد".
ولقد درس على أساتذة عديدين، منهم: الشاعر خليل حاوي، والدكتور أنطوان غطاس كرم، والبروفسور جمال الدين بنشيخ، ويخص أربعة منهم بمكانة خاصة في تكوينه: البروفسور محمد أركون، الشاعر أدونيس، المطران جورج خضر، والدكتور ميشال عاصي، "الذين فتحوا لي أفقاً"، حسب عبارته.
ولقد تقاطعت حياته الدراسية، ولا سيما في لبنان، مع عمل نقابي وسياسي: في المرحلة الثانوية، في "ثانوية الزعتري"، حيث ترأس الهيئة التمثيلية للطلبة؛ وفي المرحلة الجامعية، حيث جرى انتخابه ممثلاً عن الطلاب في أكثر من سنة، وانتخب عضواً في اللجنة التنفيذية لـ"الاتحاد الوطني لطلاب الجامعة اللبنانية"، ورئيساً لمجلس الطلاب في كليته. كما انضوى في عمل حزبي، في "منظمة العمل الشيوعي في لبنان"، بين العام 1971 والعام 1977، وتوزع نضاله بين الفلاحين في قريته، وبين أوساط المثقفين والإعلاميين، فضلاً عن الطلبة.
كما تقاطعت دراسته مع العمل الصحفي والكتابي، إذ بدأ بنشر مقالاته في مجلة "الحرية" الحزبية، وعمل سكرتير تحرير لمجلة "آفاق" (مع المطران غريغوار حداد)، وكان أول مسؤول للقسم الثقافي في جريدة "السفير"، فضلاً عن نشره القصائد، في: "الملحق" الأدبي لجريدة "النهار"، ومجلة "مواقف" وغيرها.
وانتظم هذا العمل الصحفي في صورة احترافية ثابتة، بعد انتقاله إلى باريس، في المجلات والجرائد التالية: "المستقبل"، "الوطن العربي"، "كل العرب" و"الحياة"، فضلاً عن كتابته في دوريات فرنسية وإلمانية وغيرها.
كما ربطته، في سنوات الهجرة، علاقات تعاون مع جهات ثقافية مختلفة، منها ما تمثل في "موسم أصيلة الثقافي"، وفي "المنتدى الثقافي العربي-الإفريقي" (الذي شغل منصب أمين سر مجلسه التنفيذي)، وفي "جائزة الشعر الإفريقي" (التي شغل منصب أمينها العام منذ تأسيسها حتى العام 1993)، وفي "الجامعة الأوروبية-العربية" وغيرها.
وعاد إلى لبنان في صيف العام 1994، وهو أستاذ متفرغ - حالياً - في جامعة البلمند (لبنان).