هذا اللفظ عامي، استعمله منذ سنوات بعيدة غارت في طفولتي... وله مشتقات: مهوشل، هوشلة، هاشلة وغيرها.
من أصل فصيح، على الارجح، بعد ان استقرضته العامية وحولته عن معناه القديم.
تعنيني صيغته العامية، إذ هو لفظ كثيف وحسي، ما يكفيني، ما يرضيني: لعله يشير إلى الفلتان في الطبيعة، الى الخروج على العادة والانتظام، والى الفلتان في السلوك، في المشي، في اللبس وغيرها.
هذا اللفظ أنساه في المدينة، أو يعود إلى ذاكرتي ولساني كمن يفتح صفحة قاموس. فيما يستقبلني من تلقاء نفسه في القرية، كما لو انه اسمي الآخر، المناسب.
تظهر "الهوشلة" أمامي بمجرد وصولي إليها، إذ أتخلى تماما عن ارتداء اي "بدلة"، حتى في "المناسبات"، وانحاز إلى لبس "الشورت" القصير ولوازمه الرياضية.
أترك شَعري لأكثر من شهر، وذقني لأكثر من يوم، من دون حلاقة، فيما أنوع في ارتداء قبعات الرأس...
كما اتهرب من الاحذية الاعتيادية، واختار احذية رياضية و"خفيفة"، مما يجعل من تنقلي خفيفا، هو الآخر...
هذا نتيجةُ مَيلٍ تلقائي يُصيبني، بل أنقاد إليه بشغف. هو ما يَحدث في ذهني ووجداني، مثل الانتقال من لغة إلى اخرى، أي الخروج من العادة، ومن الانتظام، ومن الانضباط، ومن الأطر الاجتماعية المنمطة...
الخروج طلبا للصندل القديم، وللتنقل الحر بخفة الخيال وسرعة القدم في انزلاقها صوب ما تشتهيه في غامض الهواء. ما دام انها تحاول استباق الحركة، والمتاح، في نوع من مسابقة الحياة نفسها...
أعليّ، بعدُ، أن أستبق خطوي في طريقي الترابية عند الغروب؟
أعلى القصيدة ان تكون ميدان الهوشلة الذي لا ينقطع فوق لساني قبل أقدامي؟